الأحد، 23 أغسطس 2020

Free Netflix Account 2020 - How to Watch Netflix For Free

الخميس، 14 أبريل 2016

Internet and Businesses

الأربعاء، 13 أبريل 2016

Email Marketing - Is It Dead or Alive?

Despite what many marketing professionals might tell you, email marketing is still very much alive and an extremely effective method of reaching customers.
Evidence supports this claim. Every minute of the day, an average of 200 million messages are sent. Seventy-two percent of adults say they prefer to communicate with companies via email. Furthermore, 73% of companies consider email marketing to be a core part of their business endeavors. However, caution is advised. Be sure you carry out your campaign in the right manner. If your business is careless in your outreach marketing attempts, this type of marketing can have the opposite effect of it's intended purpose. Here are 4 guidelines to consider before you send out your campaign.
THE CONTENT OF YOUR EMAILS
The content of your messages should be interesting and appeal to the interests and preferences of your target market. Connecting to hot news topics, industry trends, or popular market-wide products can create immediate interest and encourage the response/open rate of your messages. Also, the heart of content marketing of is creating content that is appealing to your customers. The people who choose to open your emails should feel like they are getting something useful from your emails. If your content is interesting and make the reader feel they are benefiting from reading your message, you will build up a good reputation in the minds of your subscribers. When people see you email, you want them to remember that your information is useful, beneficial, and interesting. You don't want to generate a bad reputation as this will represent your company.
LIMIT YOUR EMAILS
Pace the number of campaigns you send your subscribers. Don't fill their in box with messages. Again, your emails will have a high likelihood of getting marked as spam if you send out too many. Worse yet, if there are many complaints about your emails, your email service provider might temporarily disable your email account. According to the Campaign

Monitor, the service provider standards for an acceptable percentage of complaints is very low. If complains about your email is anything more than 0.02% service providers become concerned. Therefore, it very important to make the content of your emails interesting and useful and pace the number of emails you send out.

AVOID USING POP-UPS 
Some business recommend not creating a pop-up-ad asking people to sign up for your email. Why? Generally speaking, people are very annoyed by pop-ups and are accustomed to avoiding them. Furthermore, businesses have found that the people who do click on your pop-up often click on many pop-ups and their in-boxes will probably be filled with hundreds of emails from various companies. As their number of emails is very large, the possibility of their clicking and reading your emails is very small.

GETTING WORD OUT ABOUT YOUR EMAILS 
There are many other ways companies can get word out about their email newsletter. Many companies strongly recommend you provide a message box on your website or company blog where people can subscribe to your email news letter. Other companies encourage the receiver of the email to share the email with any of their friends or on favorite social networking sites. We recommend you tell your customers that you will not sell or share their email with anyone (this combats a major fear people have of sharing their email. People don't want their inbox filled with spam from companies and advertisers).

Although no company should focus on email marketing as their sole method of outreach, if effectively designed, emailing can be an effective marketing tool that is both cheap and influential.

Article Source: http://EzineArticles.com/expert/Josh_Lee/2262099



Article Source: http://EzineArticles.com/9370926

السبت، 26 مارس 2016

اختبارات واقدار

أراد الله وهو الفعال لما يريد أن يضع أقدار ومقادير ورتب العبيد فجعل لهم خلقا جديد ينزلون به إلى هذه الحياة الدنيا ليختبر صدقهم في ترديد كلمة التوحيد ولذلك قال ربي مبيناً سبب ما نحن جميعاً فيه {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} ق15

ما سبب اللبس؟ الخلق الجديد وهو ما نحن فيه الآن ، وهو هذا الهيكل المصنوع من عناصر الأرض ، من الطين ومن التراب ومن الماء المهين ، لأنه يميل إلى هذه العناصر ويميل إلى ما منه قد صنع وما منه أوجد فيميل إليها بالكلية ولولا حفظ ربي للعطية ما استطاع واحد منا أن يحفظ هذه العطية الإلهية {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} يوسف64

فكانت حكمة الله في توارد الخلق إلى هذه الدنيا ، بينّها وقال {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} الملك

كما قال ربي في الحقائق النورانية التي لا ترى بالعين الجسمانية {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} يس83

والملكوت هو عالم الأنوار والأسرار الذي ليس فيه أغيار وليس فيه فجار وإنما أهله هم أهل الصفاء والطهر من الملائكة المقربين وأهل عالين وعليين وأهل العبادة والطاعة الدائمة لرب العالمين {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} أي خلقه بيد ، وقال في هذا الملك الذي نحن فيه {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كل ما على الأرض من زينة ومن خلق ومن كائنات من حيوانات، من طيور، من حشرات، من نباتات، من بحار وأنهار ، كلها خلقها الله بيده وقال فيك أيها الإنسان معاتباً من رفض السجود فيك لأبيك {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص75

أي أنك يا أيها الإنسان قد جمعت الإثنين ففيك الملك والملكوت

وأنت الوحيد الذي فيك الملك والملكوت ، فإن الملائكة فيها الملكوت فقط وكل ما على الدنيا فيه الملك فقط وأنت الوحيد الذي فيك الملك والملكوت ، فيك عالم الغيب ، الروح والقلب والفؤاد والعقل والعوالم النورانية التي فيك ، وفيك عالم الشهادة والشهادة هي ما تراه العين ، فيك كل شيء أوجده الله في الدنيا ، كل عناصر الخلق فيك وكل ذرات الأنوار فيك فأنت الفرد الجامع لخالقك وباريك , لأن فيك جمع الله الحقائق كلها ولذلك يقول إمامنا علىَّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه :

أتزعم أنك جرم صغير ... وفيك إنطوى العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تبصر ... وداؤك منك ولا تشعر


ولذلك حتى مولانا الإمام أبو العزائم رضي الله عنه يتممه وقد كسي لسانه بنور الحق فيقول :

يا صورة الرحمن والنور العلي يا سدرة الأوصاف والغيب الجلي
فيك العوالم كلها طويت فهل أدركت سراً فيك من معنى الولي


فالعوالم كلها فيك ، كل العوالم العالية والدانية ، فالسماء هي مافيك من عالم الطهر والنقاء والصفاء والأرض هي هذا الجسم وما يحويه من عناصر هذه الأرض والقلب هو النور الذي ينزل فيه النور الذي يقول فيه الله {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} النور35

والسر هو باب البر الذي يفتح على سر الأسرار وترياق الأغيار وروح الأخيار ويأتيك منه المدد من كنوز المواهب من عند العزيز الغفار والذي فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن شئت رأيت فيك كل الحقائق العالية والعناصر الدانية ، فالعالية اسمها حقائق والدانية اسمها عناصر ، كل الحقائق العالية وكل العناصر الدانية فيك وفيها يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه : "تبصرك فيما فيك يكفيك "

كل شيء فيك ، فيك جبال ، وفيك أنهار ، وفيك وديان ، وفيك سهول ، فيك كل شيء في الوجود من عناصر وكل شيء من عالم الطهر من حقائق ولكن هذا يحتاج إلى أن تدير عدسات التليفزيون النورانية الإلهية التي أودعها فيك خالقك وباريك فترى فيك مالا يستطيع أحد أن ينعته من الأولين والآخرين وإليه الإشارة بقول الله {سَنُرِيهِمْ} – وهذا في المستقبل- {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فصلت53

فأنت مختصر الأكوان ، والأكوان هي السر الجامع الذي في الإنسان بأجلى توضيح وأرقى بيان ، فأنت كون صغير والكون كله إنسان كبير ، لأن كل ما في الكون فيك ، فأنت ريموت كنترول رباني كل كنوز ، الكون العالية والدانية معك مفاتيحها وإن شئت حركتها ، وإن شئت دخلتها ، وإن شئت وزعت منها على أن تأخذ الإذن من صاحب الإذن صلى الله عليه وسلم ، لكن كل شيء معك وليس خارجك

فالإنسان فيه كل ما في الأكوان وهذا أمر لا أريد شرحه بالتفصيل لأن الإنسان يجب أن يمشي فيه ويجول فيه بفكره بعد نقاء سره وجلاء فؤاده فيرى بنور الله ما جعله فيه مولاه ، لكن لا يرى بنور الحظوظ ولا بظلمات الأهواء ولا بالدنيا الدنية إذا كانت مسيطرة على أرجاء القلب فإن كل هذه تجعل الرؤية دنية فلا بد من طهارة القلب بالكلية وصفاء السر لرب البرية حتى يرى الإنسان بعين اليقين ويكون كما قال رب العالمين {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ{5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ{6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ{7} التكاثر

ثم بعد ذلك {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} التكاثر8

أي سنرى النعيم ، كيف؟ كما قال مولانا أبو العزائم رضي الله عنه :

بعين الروح لا عين العقول ... شهدت الغيب في حال الوصول

فأنزل الله بني الإنسان إلى هذه الأكوان ، على أدوار بعد أن صنع هذا الهيكل من أطوار ليرى صدق إيمانهم ومدى صفاء ردودهم فيعطي لكل منهم درجاته التي إدخرها له عنده عز وجل ولذلك أشار إلى هذه الحقيقة وقال {الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} العنكبوت

وهذا لا يكون ، لماذا يا رب؟ {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} – ما الحكمة وما السر يا إلهى {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}العنكبوت3

إذ كيف سيعرف هذا من ذاك؟ فعند البلاء تظهر حقيقة الأنباء التي رددها الإنسان في عالم الطهر والصفاء ، وهذا سر تقدير البلاء على الناس أجمعين في هذه الدنيا

سير الصالحين رضوان الله عليهم اجمعين

لو بحثت في سير الصالحين السابقين واللاحقين أجمعين ، تجدهم قد حصلوا هذه المنازل والدرجات الراقية ، بالتجمل بأخلاق من السلف الصالح وأخلاق سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، وقد نالوا بذلك الكمال وليس بالمسابح أو بالعدد ولكن بالمدد

فلا يجاهد بذكر اسم اللطيف مائة وعشرين مرة ، ولكن يجاهد نفسه أن يكون لطيف مع عباد الله كما كان حَبيب الله صلى الله عليه وسلم ، ويتجمل بالأخلاق المحمدية في كل المواطن ، وكلما تخلق بخلق نزل عليه إرث هذا الخلق من كنوز الفضل المحمدي ، فإذا تجمل بالصدق خلع الله عليه رتبة الصديق {لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً}[1]

وبذلك يأخذ هذه الرتبة ، وإذا تحلى بالأمانة جعله الله أميناً على أسراره وخازناً لأنواره ويأتمنه على أسرار الحضرة، أسرار كتاب الله ، وأسرار الأقدار التي يقدرها الله وذلك لأن الله وجده أميناً فأتمنه على أسراره التي لا تهدى إلا في حينها إكراماً له ، لأن الله يكرم عباده الذين يتخلقون بأخلاق حَبيبه ومُصطفاه

وإذا جمله الله بصفاء النفس وطهارة القلب أكرمه الله وجعله يشهد عالم الطهر وعالم النقاء والصفاء وهو على تراب هذه البسيطة قابع بين من هنا ومن هناك ، وإذا أكرمه الله وعمل بقوله {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحشر9

ويقول الحَبيب {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه}[2]

وتخلق بخلق الكرم المحمدي فتح الله له كنوز الكرم الإلهي وأكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من العطاءات الربانية والخصوصيات الإلهية من كنوز الكريم عز وجل ، وإذا أكرمه الله بالوفاء وكان وفياً حتى مع الأعداء كما كان سيد الأنبياء وفَّى الله له بما وعد به عباده الصالحين وأحبابه من النبيين والمرسلين ودخل في قول الله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب23

إذاً وراثة الأحوال ووراثة الأنوار ووراثة النبوة لمن تخلق بأخلاق رسول الله واجتهد أن يكون على منهج أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وهذا هو المنهج الذي اختاره حضرة النبي واختاره الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأولياء والصالحين إلى يوم الدين ، ماذا أفعل؟

أفتِّش في نفسي ، وأزن نفسي بحبيب الله وأصحاب رسول الله ، وأرى أين أنا منهم؟ ولن يظهر أحد لك ما عندك لكنك أنت الذي تبين لنفسك {طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس}[3]

فلو ذهبت للطبيب الجسماني وأنت تعاني من مرض ولكنك تكابر وتنكر أنك مريض هل تستجيب أو تنتفع بالطبيب؟ لا ، ولكن عليك أن تعرف ما عندك ، كيف أعرف؟ أزن ، أرى أحوال حضرة النبي وأحوال الصحابة الكرام ، وأزن نفسي بهم وأحاول أن أُصلح من أخلاقي ، واحداً تلو الواحد ، وأبدأ أولاً بالنقاء والصفاء للنوايا والطوايا والقلب وهذا هو الأساس الأول والمحرك {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47

ويكون ظاهري كباطني ، ومن كان حول رسول الله صنفان ، صنف منهم ظاهرهم كباطنهم والصنف الآخر يظهرون خلاف ما يبطنون وقد قال في هؤلاء {إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه}[4]

وهذا نفاق ، ومن يكون على هذه الشاكلة فحتى لو جلس مع المؤمنين أبد الدهر ، هل سيكون منهم؟ لا ، فيلزم أولاً أن أطهر باطني من أوصاف المنافقين ويكون ظاهري كباطني ، صفاء ونقاء وجمال ونور وبهاء ، وأتخلص بالكلية من حب الظهور والعجب والرياء لأن هذه الصفات لو ظلت معي فلن أتحرك قدر أنملة في طريق الله أو في القرب من سيد الأنبياء ، طالما أريد أن أظهر وأفرح عندما يثني الناس عليَّ أو أعجب بنفسي عندما أعمل أي عمل ، فلا بد أن أتخلص من هذه الآفات في البداية ، ثم بعد ذلك أكمل أخلاقي

هذه باختصار شديد هي الروشتة التي كان عليها {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الفتح29


{1} مسند أحمد بن حنبل وصحيح ابن حبان عن عبدالله
{2} صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة
{3} شعب الإيمان للبيهقي وحلة الأولياء عن أنس بن مالك
{4} صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة

ربما يتبادر إلى الذهن سؤال وهو : لماذا يبتلى الله أحبابه؟

ربما يتبادر إلى الذهن سؤال وهو : لماذا يبتلى الله أحبابه؟
فقد ابتلى آدم بإبليس ، وإبراهيم بالنمروذ ، وموسى بفرعون ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي جهل، وقد قال عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ} الفرقان31
والسرُّ في ذلك أن البلاء يخلِّص القلب كليَّة لله ، لأن المرء عند الشدائد والأزمات يتوجه بالكليَّة إلى الله تعالى ، مستغفراً ، ومتضرعاً بالدعاء ، ليمنحه الرضا بقضائه ، ويلهمه الشكر على نعمائه ، ومن هنا نرى أن الله تعالى يبتلي بعض أوليائه في بدايتهم ، ثم يكون النصر لهم في نهايتهم ، ليرفع الابتلاء أقدارهم ، ويكمل بالنعماء أنوارهم ، فالإنسان لا يتطهَّر إلا بتقلبه بين الخير والشر ، والعسر واليسر
وانظر معي إلى سليمان الذي أعطى فشكر ، وإلى أيوب الذي ابتلى فصبر ، وإلى يوسف الذي قدر فغفر ، فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ، فإذا صبر قربه واجتباه ، وإذا رضى اصطفاه وأعطاه فوق ما يتمناه ، هذا إلى أن البلاء يحقِّق العبد بأوصاف العبودية من الذل والإنكسار ، والشعور بالحاجة والاضطرار ، وهذا ما يؤهله للقرب من حضرة العزيز الغفار ، وهذا ما يوضحه الإمام الشعراني رضي الله عنه في كتابــه {المنن الكبرى} عند توضيحه لقول الله تبارك اسمه وتعالى.شأنه {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} العلق19
وقوله صلى الله عليه وسلم {أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ}[1]
حيث يقول { فإنَّ في هذه الآية والحديث تصريحاً بعدم تحيُّز الحق تبارك وتعالى في جهة دون أخرى ، أي فكما تطلبونه في العلوِّ ، فاطلبوه كذلك في السفل ، وخالفوا وهمكم ، وإنما جعل الشارع صلى الله عليه وسلم حال العبد في السجود ، أقرب من ربه دون القيام ، مثلا لأن من خصائص الحضرة أن لا يدخلها أحد إلا بوصف الذل والانكسار
فإذا عفَّر العبد محاسنه في التراب ؛ كان أقرب في مشهده من ربه من حالة القيام ، فالقرب والبعد راجع إلى شهود العبد ربه لا إلى الحق تبارك وتعالى في نفسه ، فإن أقربيته واحدة ، قال تبارك وتعالى في حق المحتضر {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} الواقعة85 و {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} أي الإنسان {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ق16 انتهى
فالدعاء نور الروح وهداها ، وإشراق النفس وسناها ، وهو علاج القلق الذي ينتاب الإنسان في أوقات الأزمات ، ودواء الاضطراب والقنوط ، وهو الإكسير الذي يتجرَّعه المؤمن ، فيزول اضطرابه ، ويسكن قلقه ، وتنزل السكينة والطمأنينة على قلبه ، ويفرح فيه بلطف ربه
هذا إلى جانب أنه يُزيل ما ران على القلب ، ويذيب الغشاوات التي تعلو صفحة الفؤاد ، ويجتث من الوجدان شرايين الغلظة والجفوة والقسوة ، ففيه طهارة القلوب ، وتزكية النفوس ، وتثقيف العقول ، وتيسير الأرزاق ، والشفاء من كل داء ، ودوام المسرات ، والسلامة من العاهات ، وهو سلاح المؤمن الذي ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فكن على يقين من أن إجابة الدعاء معلقة بمشيئة الله تعالى ، والحق يقول {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء} الأنعام41
وقد ورد أن البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء ، فيعتلجان ، حتى يغلب الدعاء البلاء ، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلمحيث يقول {لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ }[2]
وقد وضح هذه الحقيقة الإمام الغزالي رضي الله عنه حيث يقول {فإن قلت : فما فائدة الدُّعاء ، والقضاء لا مردَّ له ؟ قلت :إن من القضاء ردَّ البلاء بالدُّعاء ، والدُّعاء سببٌ لردِّ البلاء ، واستجلاب الرحمة ، كما أن الترس سبب لردِّ الســـهم ، فيتدافعان ، كذلك الدعاء والبلاء يتعالجان}
فإذا ابتليت بمحنة يا أخي المؤمن فقل {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} وإذا رأيت بليَّـة فقــل {سنَّة الله في خلقه} وإذا نزل بك مكروه {فاذكر أن الله ابتلى بالمكاره الأنبياء ، والمرسلين ، والأولياء ، والصالحين} فمن كانت له فطنة وبصيرة ؛ علم أن أيام الابتلاء قصيرة
وإياك والقلق والاضطراب ، والاستسلام للنحيب والبكاء ، واليأس من تحقيق الرجاء ، وكن كالشجرة العظيمة العالية ، لا تؤثر فيها الرياح العاتية ، فإذا صادفتك مشكلة فافحص أوجه حلِّها ، حتى لا تقع في مثلها ، وخذ في الأسباب ، وانتظر الفرج ، ولا تفقد الأمل ، ولا تضيِّع وقتك في القلق والاضطراب ، وفي لعن الحياة ، ودع التدبير لمدبِّر الأكوان ، مع الأخذ في الأسباب
واعلم أن الله وحده يصرِّف الأمور ، ويفرِّج الكروب ؛ فاعرض مشاكلك كلها عليه ، وإن لم يكن ما تريد ، فليكن منك الرضا بما يريد ، والله غالبٌ على أمره ، فقد أوحى الله إلى شعيب عليه السلام {يا شُعيب ، هبْ لِي مِنْ وَقْتِكَ الْخُضُوعَ ، وَمِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ ، ثُمَّ ادْعُنِي، فَإِنِّي قَرِيبٌ}
فاتَّجه يا أخي إلى الله ، وعوِّد لسانك مناجــاة الله ، وتوقع الخير دائمـــــاً من الله ، وكرِّر دائــــــماً قول الحق سبحانه{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} الطلاق7

من إعجاز القرآن الكريم ، أنه وضع أمثل علاج للتوتر والقلق

كان من إعجاز القرآن الكريم ، أنه وضع أمثل علاج للتوتر والقلق ، والاضطرابات ، والأزمات ، والنكبات ، وحدَّد ذلك في الصلاة ، والدعاء ، والصبر ، وذلك في قول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} البقرة153
وعن الصــبر ، وأثــره في علاج الأزمــات من الناحية العلميَّة ، يقول الدكتور جمال ماضي أبو العزائم في كتابـــه {القرآن والصحة النفسيَّة- صفحة 48} :
ويتحدث القرآن عن قيمة الصبر فيقول : إن الصابر الضعيف تقوى طاقته حتى يصبح في أول مراحل الصبر يتمتع بطاقة اثنين من غير الصابرين {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} الأنفال66
وبفحص هذه الظاهرة ؛ تجد الحقَّ عز وجل ركَّب طاقات أعضاء الإنسان جميعاً ، على أن يقوم جزء يسير منها بالعمل في إبان حياة الإنسان الطبيعية ، وادخر باقي الطاقات والأجهزة ؛ وذلك حتى يقوم بها المـــــؤمن الصــــــابر في الوقت المناسب :
فالعضلات جميعاً تعمل ببعض طاقاتها ، فنراها تقوى عشرات أمثال طاقاتها الأولى ، وكذا طاقات الجهاز العصبي تعمل عملها الطبيعي بعشر طاقاتها ، وحتى خلايا الكلية والكبد تعمل بعشر طاقاتها ، وعند الطوارئ تراها وقد زاد إنتاجها إلى عشرة أمثالها
واستبصار المؤمن لهذه الحقيقة يعطيه الأمان والسكينة ، ونراه عند الطوارئ النفسية فرحاً مستبشراً ، وبصبره تزداد طاقة إنتاجه ، والنتيجة {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} الأنفال65
وقد تمَّ في السنين الأخيرة اكتشاف مادة كيميائية تفرزها خلايا المخِّ ، خاصة القشرة العليا من فصي المخِّ ، وأطلق العلماء على هذه المادة (أندورفين) ووجدوا أن هذه المادة الكيميائية :
1- تزداد في دم الإنسان كلما زاد صبره على الآلام المختلفة ، وكلما زادت إرادته في إنجاز عمل خاص
2- وأن هذه المادة الكيميائية تعين الإنسان على وقف الألم ، وعلى زيادة التحمل ، وعلى استقرار طاقات الإنسان وهو يواجه الصعوبات والمخاطر ، ولذا أطلقوا عليها وصف ({أفيونات المخِّ}
3- وتفرز هذه المادة مجاناً بدون مقابل ، إلا مقابل الصبر ، وتأكيد الإرادة ، والاستعانة بالقدرة على التحمِّل
4- وكلما زاد الصبر ؛ وجد أطباء التحليل زيــــادة مادة ( الأندورفين ) في الدم ، وهذا إعجاز للخالق العظيم الذي وعد الصابرين بدرجات من النعيم ، وتتعدد طاقاتهم نتيجة زيادة إمدادهم بهذه المواد الكيميائية قدر صبرهم ، والتوكل الحقِّ على القوي القادر المتين.
ولننظر إلى جمال الآية القرآنية للمؤمنين العالمين ، وقدرة خالقهم العظيم على إمدادهم بالنصــــر والفــــوز ، يقولـــون {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}
وهذه الكلمات تدل دلالة واضحة على أن الصبر " مادة كيميائية " وهى تأتي من أعلى طاقات الإنسان العصبية ، وتفرغ عليه عوناً من عند الله ، الخالق ، البــارئ ، المصـــــوِّر ، المعين {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}
ويكون الناتج ثبــــــات الإنســــان المؤمن {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}
وتكــون الجـائزة {وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} البقرة250